أخبار وطنيةخطابات الرئيس

خطاب رئيس الجمهورية في جلسة افتتاح قمة استانا

أكد رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز صباح اليوم في استانا في خطاب القاه باسم المجموعة العربية في منظمة التعاون الإسلامي وخلال الجلسة الافتتاحية للقمة الإسلامية حول العلوم والتكنولوجيا ان الموريتانيين والعرب والمسلمين يتطلعون إلى قرارات حاسمة يتم تجسيدها على أرض الواقع بغية استفادة أكثر من العلوم والتكنولوجيا.

وأضاف ان موريتانيا التي اشتهرت على مر العصور بتقاليدها العريقة في مجال اكتساب العلوم الإسلامية والمعارف الإنسانية ونشرها في منطقة الساحل والصحراء الكبرى وعبر عالمنا الإسلامي، انتهجت خلال السنوات الأخيرة سياسة طموحة في مجال التعليم والتكوين المهني تهدف إلى ترقية العلوم والتكنولوجيا.

وفيما يلي النص الكامل لخطاب رئيس الجمهورية:

“صاحب الفخامة السيد نور سلطان نزار باييف رئيس جمهورية كازاخستان
صاحب الفخامة السيد رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية رئيس قمة منظمة التعاون الإسلامي
السادة الرؤساء
السيد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي
السادة والسيدات،
أود في البداية ان أتوجه بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لأخي صاحب الفخامة نور سلطان نزار باييف رئيس جمهورية كازاخستان ومن خلاله إلى شعب وحكومة كازاخستان على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة. وأغتنم هذه المناسبة السعيدة لأتقدم بأحر التهاني إلى فخامته على استضافة جمهورية كازاخستان لأول قمة لمنظمتنا في منطقة آسيا الوسطى وعلى التنظيم المحكم لهذه القمة.

كما يسعدني أن أتوجه إلى معالي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي بتقديرنا الكبير على جهود التنظيم التي تم بذلها من أجل الاعداد الجيد لقمتنا هذه.

أصحاب الفخامة أيها السادة والسيدات،
وعيا من قادة منظمتنا، منظمة التعاون الإسلامي للدور المحوري الذي تلعبه العلوم والتكنولوجيافي تقدم الأمم وازدهارها، تقرر خلال الدورة 12 لمؤتمر القمة المنعقدة في القاهرة فبراير 2013، تنظيم قمة إسلامية، تكرس حصريا للعلوم والتكنولوجيا.

لقد ظل النهوض بالعلوم والتكنولوجيا أولوية للقادة العرب باعتبارهما الوسيلة الوحيدة لتحقيق التنمية المستدامة.

وقد تجلى الاهتمام الكبير بهذا الموضوع في القمم العربية المتتالية، فتم اعتماد الاستراتيجية العربية للبحث العلمي والتكنولوجي خلال القمة العربية الأخيرة المنظمة في عمان مارس 2017.

أصحاب الفخامة أيها السادة والسيدات،
إن تشجيع البحث العلمي وتوجيهه نحو الأولويات التنموية والاعتناء بالتكوين المهني والعمل بجد على نقل التكنولوجيا إلى بلداننا وتعزيز التعاون العلمي وتبادل الخبرات بيننا وتكييف التقنيات لتتلاءم وحاجيات مجتمعاتنا، يعتبر ضرورة لأية أمة تسعى للتقدم والرقي.

ويستدعي ذلك منا وضع مقاربة شاملة للرفع من أداء منظومتنا التربوية بالتركيز على ترقية العلوم والتكنولوجيا، فالدول التي أعطت أولوية خاصة لترقية العلوم والابتكار والتكنولوجيا وتطبيقاتها عرفت تطورا متزايدا على طريق التنمية المستدامة وحققت لشعوبها الرخاء والازدهار واحتلت اقتصادياتها الصدارة على الصعيد العالمي.

إن العالم العربي والإسلامي يتوفر على طاقات بشرية وطبيعية هائلة، بوسعها إن وجهت لاكتساب وتطوير المهارات التكنولوجية؛ أن تجعلنا نحتل المكانة اللائقة بنا ضمن المنظومة الدولية، حيث لعب العالم الإسلامي في قرون طويلة دورا رياديا في تطوير العلوم والمعارف ونشرها عبر العالم.

فكانت المدن الإسلامية الكبرى مراكز استقطاب للعلماء والمبدعين وطلاب العلم من كل أنحاء المعمورة ويعرف عصرنا الحديث نبوغ شخصيات علمية فريدة من عالمنا العربي والإسلامي؛ حققت أعلى مستويات التميز العلمي.

أصحاب الفخامة أيها السادة والسيدات،
يشهد العالم العربي والإسلامي في هذه الآونة تحديات أمنية وسياسية بالغة الخطورة كان آخرها ما يتعرض له مسلمو الروهينغا من قتل وتشريد يستدعي منا بالإضافة إلى الشجب والادانة القوية، مد يد العون لآلاف النازحين ودعوة المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري من أجل وضع حد لهذه المأساة الإنسانية.

ان ايجاد حل دائم وشامل لقضية العرب والمسلمين الأولى القضية الفلسطينية، يظل أولوية بالنسبة لنا ودعامة أساسية لاستتباب الأمن والسلم في المنطقة والعالم.

وعلى الرغم من كل هذه التحديات فان العالم الإسلامي وقواه الحية يتطلعون إلى تحقيق نهضة علمية وتكنولوجية تساهم في العصرنة الاقتصادية والترقية الاجتماعية.

أصحاب الفخامة أيها السادة والسيدات،

إن موريتانيا التي اشتهرت على مر العصور بتقاليدها العريقة في مجال اكتساب العلوم الإسلامية والمعارف الإنسانية ونشرها في منطقة الساحل والصحراء الكبرى وعبر عالمنا الإسلامي، انتهجت خلال السنوات الأخيرة سياسة طموحة في مجال التعليم والتكوين المهنيين، تهدف إلى ترقية العلوم والتكنولوجيا، ويتطلع الموريتانيون مثل كل الشعوب العربية والإسلامية إلى قرارات قمتنا هذه وإلى تجسيدها على أرض الواقع.
وفي الختام أتمنى لأعمال قمتنا هذه التوفيق والسداد”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى