أخبار وطنية

بيان حول تداول أحذية وملاحف تمتهن اسم الجلالة

استنكر المجلس الأعلى للفتوى والمظالم صورا من امتهان لفظ الجلالة في البلاد عبر بيان نشر على هذا الرابط في الموقع الالكتروني للمجلس.

وأكد المجلس في بيان وزعه يوم أمس الخميس الخبر المتعلق بوجود أحذية في سوق انواكشوط، وقد كتب على باطنها مما يلي الأرض لفظ الجلالة: (الله).

وأضاف المجلس في بيانه أنه معروف ما تتعرض له الأحذية عموما من الامتهان والأقذار والنجاسات، ولاسيما باطنها الذي يلي الأرض، وعليه فإن المجلس يعلن للجميع حرمة هذا الفعل وشناعته، وربما يؤدي بصاحبه إلى الكفر، إذا قصد امتهان هذا اللفظ المقدس.

واعتبر المجلس الذي يترأسه العلامة محمد المختار ولد امباله في البيان أن الحرمة تتعلق في هذه القضية بالصانع والبائع والمشتري والمستغل، مؤكدا أنه لا يجوز استغلال هذه الأحذية إلا إذا قطع منها ذلك المحل المكتوب فيه لفظ الجلالة، بحيث لم يبق منه حرف.

وأورد البيان أن مثل الأحذية في هذا الحكم الملابس كالملاحف وغيرها لأنها تمتهن، فتلبس ويضطجع عليها وتلاقي النجاسات وأنواع القاذورات.

البيان

وفيما يلي نص البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم

المجلس الأعلى للفتوى والمظالم انواكشوط بتاريخ: 23/07/2015

بيـــــــان

قال تعالى : (هُوَ اللهُ الخَالِقُ البَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).

الحمد لله الذي خلق الإنسان فسواه فعدله في أي صورة ما شاء ركبه؛ القائل سبحانه : (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَة)، والقائل سبحانه : (وَلَا يُحْزِنكَ الذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَّضُرُّوا اللهَ شَيْئًا….)

والصلاة والسلام على سيدنا محمد القائل : “ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار”.
أما بعد فإن قوام هذا الدين وأساسه النصيحة كما في الحديث الصحيح : “الدين النصيحة…”، والنصيحة لله تعالى تنصرف إلى الإيمان به ونفي الشريك عنه وترك الإلحاد في أسمائه وصفاته ووصفه تعالى بصفات الكمال وتنزيهه عن جميع النقائص والقيام بطاعته واجتناب معصيته والحب فيه والبغض فيه وموالاة من أطاعه ومعاداة من عصاه والإخلاص له تعالى في جميع الأمور.
وقد قال تعالى : (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ للِنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ)، وقال تعالى : (لُعِنَ الذّينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرِ فَعَلُوهُ لَبِيسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)، وقال صلى الله عليه وسلم : “مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا”، وقال صلى الله عليه وسلم : “إن الناس إذا رأوا الظالم ولم يأخذوا على يده أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه”.
وانطلاقا من هذا كله فإننا نستنكر ما بلغنا ممن نثق به أن في سوق انواكشوط أحذية كتب على باطنها مما يلي الأرض لفظ الجلالة : (الله)، ومعروف ما تتعرض له الأحذية عموما من الامتهان والأقذار والنجاسات، ولاسيما باطنها الذي يلي الأرض، وعليه فإننا نعلن للجميع حرمة هذا الفعل وشناعته، وربما يؤدي بصاحبه إلى الكفر، إذا قصد امتهان هذا اللفظ المقدس.
وتتعلق الحرمة هنا بالصانع والبائع والمشتري والمستغل ولا يجوز استغلال هذه الأحذية إلا إذا قطع منها ذلك المحل المكتوب فيه لفظ الجلالة، بحيث لم يبق منه حرف، ومثل الأحذية في هذا الحكم الملابس كالملاحف وغيرها لأنها تمتهن، فتلبس ويضطجع عليها وتلاقي النجاسات وأنواع القاذورات.
فاتقوا الله عباد الله، واحذروا عقوبته وانتقامه، واخشوا تهديده ووعيده: (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ).
( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).

المجلس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى