أشرف معالي وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، الناطق باسم الحكومة السيد الحسين امدو، يوم السبت 28 جمادى الأولى 1446هـ/ 30 نوفمبر 2024 على الحفل الافتتاحي لشهر اللغة العربية الذي ينسقه مجلس اللسان العربي بموريتانيا ويشارك في تأثيثه أكثر من 20 هيئة علمية ويهدف باختيار وعائه الزمني إلى الربط بين ذكرى استقلال موريتانيا وبين اليوم العالمي للغة العربية بحزمة من النشاط تمتد من نهاية شهر نوفمبر إلى نهاية شهر ديسمبر.
وكان محور النشاط الافتتاحي ندوة عن المعجم التاريخي للغة العربية حملت عنوان: “المعجم التاريخي للغة العربية … منجز العصر وإسهام القطر”.
وقد حضر الحفل سعادة حمد غانم المهيري سفير دولة الإمارات العربية المتحدة وممثلو بعض البعثات الدبلوماسية العربية وجمهور كبير من النخبة الثقافية والعلمية والسياسية في موريتانيا.
وقد أشاد معالي الوزير بما حصل من تقدم في عمل المجامع العربية، منوها بشكل خاص بدور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في هذا التطور وفي الإنجاز العظيم المتمثل في صدور أول معجم تاريخي للغة العربية في 127 مجلدا، وأشار إلى أنه حضر في أوائل شهر نوفمبر إعلان صدور المعجم في الشارقة، كما حضر في باريس أول أسبوع عربي تنظمه اليونسكو، تعبيرا عن المكانة العالية التي تحتلها اللغة العربية عالميا.
وذكر الوزير بما يوليه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد بن الشيخ الغزواني من عناية للتمكين للغة العربية، مشيرا إلى أن إصدار القانون التوجيهي الخاص بالتعليم يحمل في طياته الكثير من التمكين للغة العربية والانفتاح على اللغات الوطنية المحلية فضلا عن انفتاحه على اللغات العاالمية الاخرى.
ودعا سدنة اللغة العربية إلى مضاعفة الجهود لمعالجة النقص الحاصل في محتواها الرقمي.
وتحدث الوزير عن اللغة العربية بوصفها منارة وسفارة لموريتانيا، ضاربا العديد من الأمثلة على دور علماء موريتانيا ومشايخها في نشر لغة القرآن والإشعاع بها في مختلف القارات.
وقال إن هذا الدور يتواصل اليوم بصيغ مختلفة منها المدارس والمراكز الموريتانية في الخارج، وما أتيح لعلماء موريتانيا وأدبائها من النجاح والتصدر في سفارتهم العلمية.
هذا وقد تحدث في الحفل الافتتاحي كل من الأستاذ الخليل النحوي رئيس مجلس اللسان العربي والأستاذ الدكتور عبد الحميد مدكور الأمين العام لاتحاد المجامع اللغوية والعلمية العربية، والأستاذ أبو بكر سيلا نيابة عن الهيئات العاملة من أجل التمكين للغة العربية، والأستاذ ابوه بلبلاه مدير الدروس في المدرسة العليا للتعليم ضيف هذه النسخة من شهر اللغة العربية.
أما الخليل النحوي رئيس مجلس اللسان العربي فألقى خطابا مرتجلا ذكر فيه بمكانة اللغة العربية المتقدمة بين اللغات العالمية الأكبر أهمية والأسرع انتشارا، وركز على جهود إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية وما تميز به من سرعة وإتقان بفضل الرعاية الكريمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة الذي سخر كل الوسائل الفعالة لهذا المشروع الضخم الذي يخدم الأمة العربية والإسلامية وسوح العلم والمعرفة في العالم بأسره، وأشاد بما حظي به المجلس من عناية لدى فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد الشيخ الغزواني ومن رعاية خاصة من لدن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي مشيرا إلى أن همته ورعايته وإيمانه بالعمل الجماعي ووضعه مشروع المعجم تحت مظلة اتحاد المجامع العربية كانت عوامل أساسية في تسريع الإنجاز، بحيث أصبح المعجم التاريخي للغة العربية أسرع المعاجم التاريخية إنجازا، إذ استعرق تحريره وطباعته أقل من خمسة أعوام.
وذكر الأستاذ النحوي بما لقيته دعوة مجلس اللسان العربي للتنسيق من تجاوب من لدن عدد متنام من الهيئات العاملة من أجل التمكين للغة العربية، وهو ما مكن من الانتقال من تحويل اليوم العالمي (18 ديسمبر) إلى أسبوع من النشاطات، ثم إلى 10 أيام ثم إلى شهر كامل منذ عام 2023 وذلك بفضل تضافر جهود أعضاء منسقية سدنة اللغة العربية.
وفي كلمة طيفية، تحدث سعادة الأستاذ الدكتور عبد الحميد مدكور الأمين العام لاتحاد المجامع العربية عن المعجم التاريخي مشيدا بالهمة العلية واليد السخية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وما كان له من أثر في تحقيق هذا الحلم العالق منذ عقود من الزمن. وأشاد الأستاذ عبد الحميد بإسهام موريتانيا في إنجاز المعجم وبدورها التاريخي في نشر اللغة العربية في إفريقيا.
أما الأستاذ أبو بكر سيلا فطالب في كلمته بالعودة إلى كتابة اللغات الوطنية الإفريقية بالحرف العربي، كما كانت تكتب به منذ قرون طوال.
أما الأستاذ ابوه بلبلاه فقد ذكر بريادة المدرسة العليا للتعليم وكثرة خريجيها من أساتذة اللغة العربية ومفتشيها منذ انطلاقها عام 1970 بقيادة مديرها العام الأول العلامة المجمعي الدكتور محمد المختار بن اباه رحمه الله.
هذا وقد تابع الحضور شريطا وثائقيا مصورا عن مسيرة إنجاز المعجم التاريخي وآخر عن مسيرة مجلس اللسان العربي.
واختتم الحفل الافتتاحي لشهر اللغة العربية بتوزيع شهادات تقدير على أعضاء الفريق الموريتاني وبتوزيع بطاقات الولوج الرقمي للمعجم على الحاضرين.
نقلا عن مجلس اللسان العربي