ابورتريه مفوضة شرطة بمناسبة تخليد عيد للمرأة
بمناسبة العيد الدولي للمرأة 8 مارس أجرت قناة الموريتانية العديد من اللقاءات مع بعض السيدات الناجحات في مختلف القطاعات، وقد كان من بينهن ضابط الشرطة فاطمة منت محمد سيدي مفوض المفوضية الخاصة بميناء الصداقة.
وقد كان اللقاء عبارة عن “بورتريه” استعرضت المفوض من خلاله حياتها قبل الوظيفة وظروف دخولها هذا القطاع.
وأضافت أنها كانت طالبة في الثانوية وكانت ربة منزل لديها طفل ابن سنة واحدة، وأنها دخلت هذه المهنة نظرا لإعجابها الشديد بالنساء الشرطيات خاصة في العالم العربي، معتبرة أنها كانت دائما تشاهد الأفلام المصرية وتعجبها الضابطات والمفوضات اللائي يقدن الرجال ويقمن بالمهام الصعبة في نظرة المجتمع وهي المهام التي كانت شبه مستحيلة في نظرة المرأة الموريتانية على وجه الخصوص، ولذلك كانت دائما تتمنى أن تتاح لها الفرصة من أجل المشاركة في أي اكتتاب للنساء الشرطيات يفتح أمام المرأة الموريتانية.
واعتبرت أن هناك نقطة أساسية جعلتها تنصرف لهذه المهمة وهي أنها تربت في عائلة شرطية، حيث كان والدها مديرا مساعدا للأمن لعدة سنوات قبل تقاعده بعد أن كان مفوض شرطة، وكانت معجبة بشخصيته وتتابع تدخلاته واتصالات الناس به حيث كان دائما مشغولا طيلة فترة توليه عدة مراتب حساسة في جهاز الشرطة.
وحول المشاكل والعراقيل التي واجهتها في الدخول إلى المجال قالت إن الدعم العائلي دفعها إلى الاندماج وظلت عناية الأهل ودعم العائلة يحوطها؛ مما أعانها على تربية طفلها الصغير وهو في مطلع عامه الثاني، كما أعانها أيضا رجل كان لها نعم الزوج المرحوم حمود ولد حادي الذي كان له دور كبير في دخولها هذا المجال، كما كانت الإدارة العامة للأمن الوطني لديها شرط أساسي ومهم وهو موافقة الزوج على دخول أية مترشحة متزوجة، باعتبار أن وظيفة مفوض تقتضي استدعاء الشخص في أي وقت قد يكون في ساعات متأخرة من الليل وقد تقضي أياما دون أن تتمكن من العودة للبيت، وهو ما يتطلب موافقة الزوج لتكون جاهزة حينما تتطلب ضرورة العمل حضورها، فوافق رحمه الله على ذلك بل أذن لي في أن أسافر لكون الأمر يتعلق بمستقبلها الوظيفي وأنه إن لم يساعدها فلن يكون عقبة في تحقيقها لطموحاتها.
وفيما يتعلق بوظيفتها الحالية قالت إنها وصلت إلى مفوضية ميناء الصداقة قادمة من مفوضية المطار، وأنها أشرفت على تدشين مفوضية ميناء الصداقة سنة 2012 كمنشأة جديدة رغم أنها كانت موجودة خلال الثمانينات لكنها أغلقت بعد ذلك نتيجة لظروف معينة، وتمت إعادة افتتاحها من طرف وزارة الداخلية تنفيذا للتعليمات السامية لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز والعناية الخاصة التي يوليها للأمن.
وعن العراقيل التي واجتها خلال أداء المهام قالت إنها لم تحس بأي فارق بين المرأة والرجل في قطاع الشرطة باعتباره قطاعا منضبطا ومتماسكا يتبع التعليمات العادية في تسيير الأمور، حيث يتم تطبيق تلك التعليمات بالحرف الواحد مهما كان مصدرها سواء كان رجلا أو امرأة.
وتطرقت إلى مكامن النجاح في مهامها قائلة إن أكبر نجاح حققته هو أنها برهنت على أنه ليس هناك باب مغلق أمام المرأة الموريتانية التي يمكنها أن تكون شرطية أو دركية ويمكن أن تلتحق بالجيش وتستطيع ولوج جميع الميادين وتستلم القيادة وتعمل جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل دون أية مشكلة ودون أن يلحقها أي مركب نقص.
وأضافت أنها تعتز بتوشيحها سنة 2012 من طرف رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز بوسام الامتنان الوطني، وأنها دائما ما تتلقى تهانئ من طرف رؤسائها في العمل نظرا لأنها تحاول أن تحافظ على انضباطها واتباعها للتعليمات والعمل بكل احترام ومهنية محتفظة بعلاقة طيبة مع جميع الزملاء داخل المهنة.
في الفيديو المرفق حديث السيدة المفوض كاملا.