كلمة رئيس الجهورية في قمة مسار انواكشوط
اصحاب الفخامة رؤساء الدول والحكومات،
السادة رؤساء الوفود،
أيها المدعوون الكرام
أيها السادة والسيدات،
يطيب لي في البداية ان ارحب بكم في نواكشوط بمناسبة انعقاد القمة الاولى للدول المشاركة في مسار نواكشوط حول تعزيز التعاون الأمني وتفعيل المنظومة الافريقية للسلم والأمن في منطقة الساحل والصحراء.
ان حضوركم بيننااليوم يؤكد على الأهمية الخاصة التي تولونها للسلم والأمن وإلاستقرار في منطقة الساحل والصحراء، هذاالجزءالعزيز من قارتناالافريقية الذي ينبغي له ان يواصل وبإصرار جهوده لمواجهة التهديدات الإرهابية والتطرف والجريمة العابرة للحدود.
اصحاب الفخامة
أيها السادة والسيدات،
في البيان الختامي للقمة المنعقدة في 25 يناير سنة 2013، المخصصة لبحث الوضع في مالي، حث مجلس السلم والأمن في الاتحاد الافريقي الدول المجاورة لمالي على تقديم المساعدات في مجال الاستخبارات والدعم الضروري لاستعادة السلطة لدولة مالي على كافة أراضيها، وفي هذا السياق اطلق في مارس 2013 مسار نواكشوط حول تعزيز التعاون الأمني وتفعيل المنظومة الافريقية للسلم والأمن في منطقة الساحل والصحراء.
ان بلداننا في مواجهة المخاطر الإرهابية مطالبة بتكثيف منظومتها الأمنية الوطنية مع الاكراهات والتحديات على ارض الواقع، ومع التغيرالسريع لطبيعة مخاطر عدم الاستقرار في المنطقة.
ان وضع مسار نواكشوط موضع التنفيذ يترجم وعي بلداننا التام بضرورة القيام بعمل مشترك يحقق الأمن الجماعي في منطقة الساحل والصحراء، في هذاا السياق، يمثل اجتماعنا اليوم بعد مضي قرابة سنتين على إطلاق مسار نواكشوط فرصة مواتية لتقييم مدى نجاعة جهودنا في التعاون في مجال الأمن وفقا للأهداف التي حددناها في السابع عشر من شهر مارس الأخير.
كما يتعين على هذه القمة تحديد الخطوات العملية لتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الساحل والصحراء في إطار استراتيجية الاتحاد الافريقي للمنطقة، وفي هذا الصدد نسجل بارتياح انتظام اجتماعات وزراء الدفاع واجتماعات رؤساء اجهزة الاستخبارات والأمن والجهود المبذولة لوضع الخلاصات العملية لهذه الاجتماعات موضع التنفيذ الفعلي خاصة تحديد مؤشرات مستوى التعاون وتوسيع شبكة الاتصال المؤمنة لوحدة الاندماج والاتصال الى بعض البلدان التي ليست عضوا في هذه المؤسسة.
اصحاب الفخامة،
أيها السادة والسيدات،
على الرغم من التحديات التي لا تزال تواجهها، فان بلداننا بذلت جهودا محمودة من اجل وضع مسار نواكشوط قيد التنفيذ لضمان الاستقرار والأمن والاطمئنان في منطقة الساحل والصحراء.
ان الوضع في شمال مالي يفرض علينا القيام بعمل اكثر قوة وتنسيقا،وفي هذا السياق أهنئ بلدان المنطقة ومنظمة الامم المتحدة والمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا والاتحاد الاوروبي ومنظمة التعاون الاسلامي على النتائج المشجعة التي تم التوصل اليها في إطار الحوارالجاري في الجزائر بين كافة الأطراف المالية، كما أتوجه باسمكم جميعا بالشكر للجمهورية الجزائرية الشقيقة على احتضانها لهذا الحوار ومواكبتها الجادة لجميع الفرقاء ليصلوا الى حل سياسي توافقي نهائي للصراع في شمال مالي.
ولا شك ان التوصل الى اتفاق شامل ونهائي سيسهم بشكل فعال في جهودنا من اجل استتباب السلم والأمن في المنطقة.
ونهنئ أنفسنا بنتائج اجتماعات وزراء البلدان المساهمة في القوة الدولية لحفظ السلام في مالي المنعقدة في نيامي خلال شهر نوفمبرالمنصرم.
لقد أعلنت دول المنطقة استعدادها التام بدعم من المجتمع الدولي وفي إطار مسار نواكشوط للاسهام في انشاء ونشر قوة تدخل سريع في شمال مالي ضد المجموعات الإرهابية والاجرامية استجابة للنداء من اجل الدعم الفعال لقوات حفظ السلام في شمال مالي حتى تنجز مهمتها، وفي هذا الإطار سيقدم الاتحاد الافريقي الدعم الضروري لبلدان المنطقة.
ان الوضع المقلق في ليبيا يفاقم الصعوبات السياسية والأمنية في هذا البلد الشقيق ويؤثر سلبا على الأمن في المنطقة كلها، ومن واجبنا جميعا ان نقدم دعمنا للحلول السياسية التوافقية حتى تستعيد ليبياأمنها ووحدتها الوطنية على أسس ديموقراطية متينة.
وفي نيجيريا لا تزال جماعة بوكو حرام الإرهابية ترتكب جرائم بشعة، وقد امتدت أنشطتها الى البلدان المجاورة لنيجيريا ولا يمكن القضاء عليها الا بعملية موسعة تشترك فيها بلدان المنطقة.
اصحاب الفخامة
أيها السادة والسيدات،
أؤكد لكم تصميم موريتانيا ضمن تعاون وثيق مع الدول الأعضاء والشركاء الدوليين على استمرار وتعزيز مساهمتها في الجهود المشتركة لإشاعة السلم والاستقرار في قارتنا وخاصة في منطقة الساحل والصحراء ، كما أعبر لجميع شركائنا عن امتناننا لهم واذكر بضرورة تقديم دعم فعال لجهود التنمية والأمن في منطقة الساحل والصحراء وهو ما يفرض على المجموعة الدولية المساهمة بشكل قوي في التصدي للمخاطر الجسيمة التي تهدد دول منطقة الساحل والصحراء ضمن مقاربة منسقة مع بلدان المنطقة في ظرف تزداد فيه هجمات المجموعات الإرهابية والاجرامية.
وفي الختام اعبر لكم عن امتناننا لاختياركم نواكشوط ليقترن اسمها بآمالنا العريضة وجهودنا الحثيثة من اجل السلم والأمن والاستقرار.
أتمنى لاعمال القمة كامل النجاح،
أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته”