اختتام الدورة البرلمانية العادية على مستوى الجمعية الوطنية
اختتمت مساء اليوم الخميس، الدورة البرلمانية العادية الثانية لسنة 2015-2016 على مستوى الجمعية الوطنية
و تميز حفل الاختتام بخطاب للنائب الأول لرئيس الجمعية الوطنية السيد الخليل ولد الطيب أشار فيه إلى أن ديمقراطيتنا الفتية تحتاج إلى تعزيز وإشاعة ثقافة الحوار بين الأطياف السياسية في البلد وإلى قبول الرأيِ المخالف.
وقال إنه واثق كل الثقة من أن نضج وحكمة فاعلينا السياسيين ستدفعهم لتغليب المصلحة العليا للوطن والتسامي على المصالح الشخصية والحزبية الضيقة والتنادي للحوار الذي أعلن عنه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، مشيرا إلى أن ما نراه من حولنا في بقاع عديدة من المنطقة والعالم يعزز قناعتنا الراسخة أصلا بأن الحوار هو أمثل أسلوب لتقريب وجهات النظر وتضييق شقة الخلاف.
وأوضح أن انعقاد القمة العربية المرتقبة التي هي حدث تاريخي كبير في عاصمتنا يعتبر نجاحا دبلوماسيا بامتياز يعزز سلسلة النجاحات الدبلوماسية التي حققتها بلادنا في السنوات الأخيرة في ظل قيادة سياسية كاريزمية أعادت لموريتانيا ألقها وإشعاعها العلمي، ومكنتها من التفاعل والتأثير داخل محيطها الطبيعي، بل وفي المحيط الدولي كذلك، مطالبا النواب ومن خلالهم طبقتنا السياسية وكافة أبناء شعبنا العظيم إلى المساهمة، كل من موقعه، في إنجاح هذه القمة التي ستجعل من نواكشوط خيمة العرب المفتوحة، وستتوج بقيادتنا للعمل العربي في ظرف بالغ الدقة والصعوبة.
وهذا نص الخطاب:
“بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
السادة الوزراء؛
زملائي النواب؛
سادتي، سيداتي؛
ها نحن اليوم نختتم دورتنا البرلمانية العادية الثانية لسنة 2015-2016 التي برهنتم خلالها من جديد على مستوى عال من الجد والإحساس بالمسؤولية وتحليتم بقدر كبير من الصبر ونكران الذات.
لقد شهدت هذه الدورة دراسة ومناقشة العديد من النصوص مثلت إضافة نوعية لمنظومتنا القانونية، منحتم لدراستها ما تستحق من وقت وجهد، إذ غالبا ما تستمر أعمالكم في اللجان وفي الجلسات العلنية، طيلة أيام شهر رمضان الكريم، حتى موعد الإفطار.
زملائي النواب،
إِن هذه الوتيرة المرتفعة من العمل في الحقل التشريعي، لم تشغلنا عن ممارسة صلاحياتنا الرقابية على العمل الحكومي، حيث قمنا بتوجيه الأسئلة الشفوية وتلقينا الردود من أعضاء الحكومة المعنيين على تلك الأسئلة، وقدمت لنا إيضاحات حول قضايا مهمة تشغل الرأي العام وتمس حياة المواطنين.
كما شهدت دورتنا، رغم كل تلك المشاغل، تجديد هيئات جمعيتنا الوطنية الموقرة، وهو ما يعكس حرصنا على انتظام هذا الاستحقاق، إنفاذا للنصوص التي تنظم عمل غرفتنا وتكريسا لثقافة المؤسسية والتداول.
فباسمكم أحيي استعداد الحكومة وتعاونها اللذين يجسدان تكامل عمل السلطتين التشريعية والتنفيذية المطلوب، في ظل فصلهما وتوازنهما، من أجل ترسيخ ديمقراطيتنا الفتية التي يحق لنا أن نفخر ونعتز – أيما فخر واعتزاز – بما شهدته من تطور إيجابي منذ سنة 2009، مما جعل من بلادنا دولة ديمقراطية ترتقي بسرعة في سلالم مؤشرات الحرية، رغم حداثة عهدها بالعمل الديمقراطي.
إن ديمقراطيتنا الفتية هذه تحتاج إلى تعزيز وإشاعة ثقافة الحوار بين الأطياف السياسية في البلد وإلى قبول الرأيِ المخالف.
وأنا واثق كل الثقة من أن نضج وحكمة فاعلينا السياسيين ستدفعهم لتغليب المصلحة العليا للوطن والتسامي على المصالح الشخصية والحزبية الضيقة والتنادي للحوار الذي أعلن عنه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، فما نراه من حولنا في بقاع عديدة من المنطقة والعالم يعزز قناعتنا الراسخة أصلا بأن الحوار هو أمثل أسلوب لتقريب وجهات النظر وتضييق شقة الخلاف. وأنتم لا شك تدركون أننا بقدر ما نوسع مساحة المشترك بيننا، بقدر ما نقترب من الحقيقة المنشودة التي تظل نسبية في جميع الأحوال.
السادة الوزراء؛
زملائي النواب؛
سادتي، سيداتي؛
في الوقت الذي نختتم فيه أعمال دورتنا ونودع فيه شهرا عظيما يطل علينا حدث تاريخي كبير، إنه القمة العربية المرتقبة، قمة الأمل التي يمثل انعقادها في عاصمتنا نجاحا دبلوماسيا بامتياز يعزز سلسلة النجاحات الدبلوماسية التي حققتها بلادنا في السنوات الأخيرة في ظل قيادة سياسية كاريزمية أعادت لموريتانيا ألقها وإشعاعها العلمي ومكنتها من التفاعل والتأثير داخل محيطها الطبيعي بل وفي المحيط الدولي كذلك. وعليه فإنني أدعوكم- زملائي النواب- ومن خلالكم طبقتنا السياسية وكافة أبناء شعبنا العظيم إلى المساهمة، كل من موقعه، في إنجاح هذه القمة التي ستجعل من نواكشوط خيمة العرب المفتوحة وستتوج بقيادتنا للعمل العربي في ظرف بالغ الدقة والصعوبة.
إن أنظار العالم تتجه، بمناسبة هذا الحدث، إلى موريتانيا ويعقد عليه أبناء الأمة العربية آمالهم ويعولون على قيادتنا لما عرفت به من نخوة عربية ومن حكمة وحنكة وحيوية ستدفع بالعمل العربي في الاتجاه الصحيح. نسأل الله العلي القدير لها التوفيق والنجاح في مهمتها الصعبة.
زملائي النواب،
لن أنهي كلمتي هذه قبل أن أستنكر وأشجب بأشد عبارات الشجب والإدانة، باسمكم جميعا، كافة أعمال الإرهاب الأعمى التي أصبحت تحصد أرواح الآلاف من الأبرياء سنويا وخصوصا ما أقدم عليه خوارج عصرنا من اعتداء آثم ودنيء تمثل في الحادث الإرهابي الذي طال مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومهاجره ومثواه وبالقرب من مسجده الشريف.
و في الأخير، وطبقا للمادة 52 من الدستور والمادة 56 من النظام الداخلي للجمعية الوطنية؛ أعلن على بركة الله اختتام هذه الدورة البرلمانية العادية.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته”.
وجرى حفل اختتام الدورة البرلمانية بحضور عدد من أعضاء الحكومة