رئيس الجمهورية يعطي اشارة انطلاق الحملة الزراعية عبر مشروع افطوط للري
أعطى رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد عبد العزيز، صباح اليوم الأربعاء في منطقة لكراع التابعة لمقاطعة كرمسين ضمن المحطة الأولى من زيارته لولاية الترارزه، إشارة انطلاق الحملة الزراعية 2016-2017.
وأعطى رئيس الجمهورية في هذا الاطار اشارة ضخ المياه لتشغيل الجزء الأول من قناة آفطوط الساحلي للري على طول 17 كلومترا والذي سيمكن من ري ما يزيد على 9500 هكتارا من الأراضي الزراعية بطريقة انسيابية تضع حدا لاستخدام المضخات العاملة بالمحروقات وتوفير تكاليفها للمزارعين والحد من الاستغلال المفرط للطاقة .
وقد تم انجاز هذا الجزء من طرف الشركة الوطنية للاستصلاح الزراعي والأشغال اسنات تحت مراقبة مديرية الاستصلاح الريفي.
واستمع رئيس الجمهورية من القائمين على قطاع الزراعة إلى شروح حول واقع الزراعة والخطوات التي تم قطعها في هذا المجال وجهود الدولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء.
وتأتي الحملة الزراعية 2016-2017، في ظل السياسة المتبعة من طرف الحكومة بتعليمات سامية من فخامة رئيس الجمهورية، لتثمين منتجنا الزراعي و حملة زراعية محكمة للحصول على انتاج وطني منافس، و الاهتمام المتزايد بالزراعة المطرية من خلال التحكم في المياه السطحية وادخال الميكنة الزراعية وحماية المزارع.
وتهدف هذه الحملة الى استغلال 56 ألف هكتار في القطاع المروي و 230 ألف هكتار في شبه قطاع الزراعة المطرية أي ما يمثل 280 ألف هكتار من مختلف المواسم والأنماط الزراعية.
وقد بدأ الحفل المنظم بالمناسبة بتلاوة عطرة من آي الذكر الحكيم، قبل القاء عمدة انجاغو السيد بيجل ولد هميد كلمة ترحيبية برئيس الجمهورية والوفد المرافق له، باسم السكان، مبرزا فيها فخر السكان واعتزازهم بالمكاسب التي تحققت في عهده لصالح تعزيز الانتاج الزراعي وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء وتحسين ظروف السكان.
وأكد “تلاحم الأغلبية والمعارضة المسؤولة جنبا إلى جنب، لاستقبال الرئيس الذي جسد بالأفعال الملموسة ارادته في تحسين ظروف السكان من خلال فك العزلة بانجاز الطريق الرابط بين اعويفيه وكرمسين وكهربة وتموين عدد من القرى بالماء الشروب علاوة على انجاز العديد من البنى التحتية وانجاز قناة آفطوط الساحلي للري التي سيمكن ضخ المياه فيها بعد هذا الحفل من ري 9500 هكتار.
وأضاف أن هذا الانجاز ستكون له انعكاساته الايجابية على المقاطعة وعلى موريتانيا بشكل عام، وسيعزز التعايش بين المنمين والمزارعين ضمن ارساء تنمية متوازنة يسهم فيها الجميع بشكل ايجابي كل من موقعه.
وتناولت الكلام بعد ذلك وزيرة الزراعة فأكدت أن إشراف رئيس الجمهورية على حفل انطلاق الحملة الزراعية 2016-2017 يمثل أقوى دليل على المكانة التي يحتلها قطاع الزراعة ضمن اهتماماته السامية كما يؤكد اهتمامه بتبني سياسات زراعية ناجعة عبر تنفيذ مشاريع باشراف الحكومة وبرامج هيكلية رائدة وأخرى قيد الانجاز يمثل مشروع قناة آفطوط الساحلي الذي تنطلق فعاليات هذه الحملة منه، نموذجا لها.
واستعرضت الوزيرة الخطوات التي قامت بها الحكومة منذ سنة 2009 بتوجيهات من رئيس الجمهورية لتنشيط هذا القطاع الحيوي ليحتل المكانة والدور المنوط به في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلد.
كما تطرقت إلى النشاطات المبرمجة في اطار هذه الحملة وحصيلة الانجازات التي تحققت خلال الحملة المنصرمة والتي من بينها تموين الأسواق بالمدخلات الزراعية من أسمدة ومبيدات بأسعار مدعومة بنسبة 65% للتعاونيات القروية و 40% للمنتجين الخصوصيين ومكافحة الطيور الآكلة للحبوب وصيانة المحاور المائية وفك العزلة عن بعض مناطق الانتاج وتدعيم 253 حاجزا رمليا مما مكن من استغلال 5800 هكتارا في القطاع المطري وحماية المناطق الزراعية وتوزيع 400 طن من البذور التقليدية بالاضافة إلى 65 وحدة من آليات الحرث و 170 طن من مواد مكافحة الجراد وغيرها.
واوضحت ان هذه التدخلات مكنت من زراعة اكثر من 280 الف هكتار وصل انتاجها الخام الى حوالي 329 الف طن من الحبوب بين القطاعين المطري والمروي.
واضافت انه تمت في اطار هذه الحملة برمجة زراعة 286 ألف هكتار بغية انتاج 395 ألف طن من الحبوب الخام وذلك عن طريق: زراعة 56000 هكتار من الارز بين الحملة الصيفية والخريفية بانتاج اجمالي متوقع يصل إلى 280 ألف طن من الأرز الخأم وزراعة 230 الف هكتار من الحبوب التقليدية بانتاج متوقع يصل إلى 115 ألف طن.
واشارت إلى ان القطاع اتخذ اجراءات مصاحبة لانجاح هذه الحملة منها توفير المدخلات الزراعية الضرورية مع استمرار دعم أسعار الأسمدة والمبيدات، وصيانة المحاور المائية وفك العزلة عن مناطق الانتاج وبناء وإعادة تأهيل السدود وانجاز المزيد من الحواجز الرملية ومواصلة التسييج لحماية المزارع واقتناء آليات صغيرة لتسهيل عمليات الحرث فيما وراء السدود.
واستعرضت الوزيرة ما سيتم تحقيقه في مجال الاستصلاحات الزراعية والمائية وزيادة المساحات الزراعية، مبرزة ان القرض الزراعي سيوفر تمويلات للمزارعين على أساس الضمانات الضرورية بالنسبة للمنتجين الخصوصيين ومن الدولة للتعاونيات القروية.
ولتسهيل انسيابية ولوج المنتوج للسوق الوطني، تضيف الوزيرة ستتم من بين أمور أخرى، زيادة الجمركة للحد من استيراد الأرز وايقاف تهريبه عبر الحدود وتشجيع انشاء مصانع جديدة للتقشير بغية استيعاب المنتوج وخلق منافسة على الجودة.
ودعت الوزيرة كافة المزارعين وفي مختلف الأنماط الزراعية التوجه إلى العمل الجاد لاستغلال ما تم انجازه من منشئات وبنى تحتية في المجال الزراعي ولمواكبة الجهود المبذولة ومسايرتها والقيام بالدور المنوط بهم للحفاظ على هذه المكتسبات والتوسع فيها.
وبدوره رحب السيد ابراهيم ولد قدور رئيس الاتحادية الوطنية للزراعة والتنمية باسم المزارعين برئيس الجمهورية، وتطرق إلى الإنجازات التي تحققت في وقت قصير تحت قيادة رئيس الجمهورية لصالح المزارعين.
وأضاف ان الزراعة شهدت قفزة نوعية بفضل تعليمات رئيس الجمهورية في مجال الاستصلاحات الكبرى التي ستمكن الفئات الأكثر هشاشة من الاستفادة منها بالاضافة إلى دعم المدخلات الزراعية وتيسير اجراءات القرض الزراعي، مثمنا قرار رئيس الجمهورية الشجاع بمراعاة عامل الجودة بالنسبة للارز حيث خلق هذا الاجراء تنافسا ايجابيا بين المقشرين مما كان له الأثر الواضح على جودة الأرز الذي اصبح منافسا قويا للارز المستورد.
وحضر الحفل والي ولاية اترارزة والوفد المرافق لرئيس الجمهورية وعدد من مسؤولي وزارة الزرعة وأعضاء الاتحادية الوطنية للمزارعين.
وكان رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز وصل زوال اليوم الأربعاء إلى مدينة روصو حيث سيعقد مساء اليوم بالمعهد العالي التقني اجتماعا مع المزارعين والفاعلين في القطاع الزراعي.
واستقبل رئيس الجمهورية رفقة والي الولاية، من طرف قائد أركان القوات البرية الجنرال محمد الشيخ ولد محمد الامين وحاكم مقاطعة روصو ونائب عمدة المدينة والسلطات الإدارية والأمنية والمنتخبين.
وخصص سكان مدينة روصو استقبالا شعبيا حاشدا لرئيس الجمهورية حيث اصطفوا على جنبات الطريق الرئيسي بالمدينة رافعين صور فخامته ولافتات تثمن الإجراءات المتخذة من طرف السلطات العمومية للنهوض بالقطاع الزراعي خاصة الاستصلاحات الكبرى في مشروع آفطوط الساحلي وبكمون والدخلة وتنيدر وبحيرة اركيز وانكك.
وتشكل هذه الاستصلاحات عاملا أساسيا في تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء وفي التحسين من الظروف المعيشية للسكان وتثبيتهم في مناطقهم الأصلية