بلادنا تثمن بأديس ابابا المبادرة الإفريقية لحل الأزمة الليبية
شكلت قمة لجنة الاتحاد الافريقي رفيعة المستوى حول الأوضاع في ليبيا التي انعقدت في الـ8 من الشهر الجاري في أديس ابابا، مرحلة هامة في مسار توفير مناخ ملائم لانطلاق مفاوضات بين مختلف أطراف الأزمة الليبية من أجل حل المشكل الذي يعيشه هذا البلد.
وخلال هذا القمة، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدكتور إسلكو ولد احمد ازيدبيه أن فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز قد انخرط في المبادرة الإفريقية لضمان الحل السلمي للمشكل الليبي وزار في هذا الإطار مدينتي طرابلس وبنغازي.
ونقل الوزير في بداية كلمته أمام القمة، التحيات الأخوية لفخامة رئيس الجمهورية، الرئيس الدوري لجامعة الدول العربية، مشيرا إلى أن سيادته بسبب التزامات سابقة، لم يتمكن من المشاركة في الاجتماع الحالي لحل الأزمة في ليبيا، ذلك البلد الذي تربطه بموريتانيا علاقات إنسانية وثقافية وتنظيمية، خاصة فى إطار كل من الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية واتحاد المغرب العربي.
وحيى الوزير قيادة الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، فخامة رئيس جمهورية تشاد السيد إدريس ديبي إتنو، للجهود الدؤوبة التي قام بها، وتلك التى اتخذها من أجل انعقاد هذا الإجتماع.
كما هنأ الوزير السيدة نكوسازانا دلاميني زوما، رئيسة مفوضية الإتحاد الإفريقي، لصرامتها واحترافها في إدارة شؤون المنظمة.
وتقدم الوزير بجزيل الشكر لمعالي السيد هيلي مريم دسالين، رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الديمقراطية الاتحادية والحكومة والشعب الإثيوبي الشقيق، على الترتيبات المثالية لتنظيم هذه التظاهرة.
وأعاد الوزير إلى الأذهان أنه منذ 2011، ومع بداية الأزمة الليبية، عين الاتحاد الإفريقي لجنة رفيعة المستوى، برئاسة رئيس الجمهورية الذى زار طرابلس وبنغازي فى إطار المبادرة الإفريقية لإيجاد حل سلمي للقضية الليبية.
وأوضح أن بعض الشخصيات البارزة التي شاركت في هذه اللجنة العليا، موجودة في هذا الإجتماع.
وأنتهز الوزير الفرصة لتحية مثابرة هذه الشخصيات المتواصلة وكذلك كرامتهم وشجاعتهم، عند زيارة مدينة بنغازي في عام 2011.
وقال إن صوت إفريقيا لم يسمع آنذاك ولذلك يواجه العالم اليوم في ليبيا وضعا أكثر تعقيدا مما كان عليه عام 2011، بما في ذلك المجال الأمني.
وأبرز وزير الشؤون الخارجية والتعاون أن هذا الاجتماع ينسجم تماما مع المقاربة السياسية التي تبناها القادة الأفارقة بخصوص الأزمة الليبية عام 2011؛ مؤكدا أن هذا هو الطريق الأوحد الذي من شأنه إعادة السلام والوئام إلى هذا البلد الشقيق، حيث سيشكل لا محالة فرصة أكبر للنجاح تراعي دمج كل المبادرات الإقليمية والدولية الأخرى، بما في ذلك الاجتماعات التي نظمتها الدول المجاورة لليبيا في تونس يومي 21 و 22 مارس 2016 وكذا الاجتماع المنعقد في نيامي 18 و 19 اكتوبر 2016 وبطبيعة الحال الاتفاق السياسي الليبي.
وأكد أن موريتانيا ترحب بصيغة تشكيل لجنة ثلاثية (الترويكا) تضم كلا من (الاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة)، سبيلا إلى تحقيق سلام دائم في ليبيا.
كما ترحب بجهود الممثل السامي، سعادة السيد جاكايا كيكويتي، الرئيس السابق لجمهورية تنزانيا المتحدة، للاجتماع بكافة الأطراف المعنية بالأزمة الليبية، دون استثناء.
وقال إن موريتانيا تشيد بذات المناسبة بالمبادرة التي أعلن عنها خلال هذا الاجتماع، فخامة السيد إدريس ديبي إتنو، والهادفة إلى جمع كل أطراف النزاع المعنية بالأزمة الليبية، حول طاولة المفاوضات في أقرب الآجال.
وأضاف الوزير أن تأثير الأزمة الليبية يتضح بجلاء في فضاء منطقة الساحل والصحراء وحتى خارجه؛ كما أن تبعاته المأساوية تنعكس من بين أمور أخرى، في هشاشة بعض دول شبه المنطقة، وفي نزوح مئات الآلاف من اللاجئين والمبعدين الليبيين، ناهيك عن التدفق المتواصل للمهاجرين نحو عرض البحر الأبيض المتوسط، مع ما تكتنفه هذه المخاطرة من مآسي تخلف يوميا العديد من الضحايا الأبرياء.
وأكد أن الحل السياسي للقضية الليبية، يمر من خلال اقتراح من مجلس الرئاسة لتشكيل حكومة قادرة على الحصول على موافقة رسمية من مجلس النواب في طبرق. كما يمر عبر السعي إلى حل وسط نحو قيادة موحدة للقوات المسلحة الليبية، قادرة على هزيمة الارهاب في ذلك البلد.
وقال إن الحل السياسي يمر كذلك في نهاية المطاف عبر استفتاء على دستور توافقي جديد يشكل مقدمة لتنظيم انتخابات حرة وشفافة.