خطاب رئيس الجمهورية في افتتاح مهرجان شنقيط
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على أشرف المرسلين
– السيد رئيس مؤسسة المعارضة الديمقراطية
– السادة الوزراء
– السادة أعضاء السلك الدبلوماسي والهيئات المعتمدة
– السادة المنتخبون
– السادة رؤساء الأحزاب السياسية
– السادة والسيدات ضيوف موريتانيا وضيوف الشرف الكرام
– أصحاب الفضيلة العلماء والأدباء والمثقفين والفنانين
– سكان مدينة شنقيط الأعزاء
– أيها السادة
– أيتها السيدات
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
أود في البداية أن أتوجه إليكم، سكان مدينة شنقيط ، بجزيل الشكر على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الشنقيطية الأصيلة، كما يطيب لي أن أتقدم إليكم والى كل الموريتانيين بأطيب التمنيات وأحر التهاني بمناسبة ذكرى مولد صفوة الخلق وخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم الذي أرسل بالهدى ودين الحق، دين الإسلام وقيمه الخالدة .
إن اتخاذ ذكرى مولد المصطفى عليه الصلاة والسلام موعدا سنويا للاحتفاء بمدننا القديمة تأكيد ضمني على أن الازدهار الحضاري والفكري الذي عرفته هذه المدن، إنما نشأ في الأساس من تمسك علمائنا ومثقفينا بسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام عملا ودرسا وتدريسا ومن تشبثهم بقيم ديننا الإسلامي الحنيف وجعلهم إياها ضابطا لسلوكهم ومختلف جوانب حياتهم وهذا واضح من تاريخ مدينتكم هذه، مدينة شنقيط التي أصبحت النسبة إليها بفضل إشعاعها الفكري وصيت علمائها هوية للموريتانيين قرونا قبل تشكل دولتنا الحديثة وصفة مرادفة للاستقامة والعلم والترف وجوازا دبلوماسيا رفيع القيمة موجبا للتقدير والاحترام في شتى أرجاء العالم العربي والإسلامي.
لقد استطاع سكان هذه المدينة بعلمهم وعبقريتهم وعلو هممهم أن يجعلوا منها على مدى حقب عديدة متوالية منارة للعلم ومنطلقا للحجيج ورباطا للجهاد ومركزا نشطا للتبادلات التجارية.
إن مهرجان المدن القديمة الذي نشرف اليوم على انطلاق نسخته التاسعة يشكل تعبيرا قويا عن تشبثنا بهويتنا الحضارية والثقافية في تنوعها وثرائها الفريد وبقيم ديننا الحنيف التي جمعت شملنا وظلت على مر العصور قوام وحدتنا وحصننا الحصين في وجه مختلف المخاطر.
ويهدف هذا المهرجان بالأساس إلى ترقية التراث العلمي لمدننا القديمة وصون موروثنا الثقافي والمحافظة على طابعها المعماري الفريد وترقية كنوزها التراثية ودعم إنتاجها المحلي وأنشطتها المدرة للدخل بخلق فرص عمل جديدة.
وهو يشكل كذلك عنصرا بارزا ضمن الاسترايجية التنموية الشاملة التي رسمتها الدولة لمنح هذه المدن مقومات النمو والتطور بفك العزلة عنها وتحديث بناها التحتية وجعلها مناطق سياحية نشطة.
كما يمثل هذا المهرجان في ذات الوقت مناسبة لإحياء تراثنا الفكري وفنوننا الشعبية وتقاليدنا الأصيلة عبر سلسلة من الأنشطة التراثية واللقاءات الفكرية والعلمية.
ونحن مصممون على تحقيق هذه الأهداف وعلى أن لا يتحول المهرجان إلى مجرد احتفالية ينتهي أثرها مع انتهاء فعالياتها، ولذا ستعمل الحكومة على أن تكون نسخ هذا المهرجان مناسبات لتقييم الوضع العام للمدن المحتضنة ولإقرار سلسلة من الإجراءات الهادفة إلى تحسين هذا الوضع والرفع من مستواه .
وفي الختام أعلن على بركة الله افتتاح النسخة التاسعة من مهرجان المدن القديمة في مدينة شنقيط التاريخية، مجددا الشكر للجميع سكانا وضيوفا، متمنيا لهم التوفيق والنجاح,
وأشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته